ثورة اخريا تعزز صمودها بوعي الجماهير
ثورة اخريا تعزز صمودها بوعي الجماهير
إن هذه الثورة المباركة والتي انطلقت من حي اخريا في أسمرة في 31 من أكتوبر 2017م على صدى كلمات الشيخ موسى محمد نور الشجاعة التي رفضت الهيمنة والجبروت والغطرسة وحطمت جدار الخوف وأنهت حالة الصمت وفجرت الغضب الشعبي وتجاوبت معها عموم الارتريين في العالم بخروجهم في مسيرات حاشدة مطالبين برحيل النظام وقيام دولة المؤسسات وإنهاء عهد الديكتاتور أسياس وعصابته الذين وستة وعشرون عاما من حكمهم لم يجني شعبنا سوى الدمار والخراب واللجوء والجوع والجهل .
نحن في حزب النهضة الارتري نؤمن بان ثورة 31 أكتوبر هي تعبير عن تطلعات وآمال كل الارتريين وهي صرخة استغاثة أطلقها أطفال وشيوخ ونساء حي اخريا معلنين الرفض للاستكبار والهيمنة والاضطهاد والاستعباد ، وقد تلقت الجماهير الارترية هذه الصرخة بقبول وقالت كلمتها الفاصلة دون تردد أو تخاذل نحن معكم يا أبطال اخريا وسيرت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في كل أنحاء العالم وخرج في هذه الاحتجاجات الارتريون صغارا كبارا شيبا وشبابا نساء ورجالا على اختلاف معتقداتهم ومناطقهم وأعراقهم عكسوا فيها صورة للوحدة الارترية التي ترسخت عبر نضالات لم يشهد مثلها التاريخ في تحديها لكل المؤامرات واعتماد على الذات وإصرار منقطع النظير ، وهذه الجماهير عازمة أنها لن توقف هذه المظاهرات حتى ينقشع عهد الظلام من ارتريا ويشرق على بلادنا شمس الحرية ونبدأ من جديد عزف لحن السلام بكل لغات ارتريا .
وها هي المسيرات تجوب عواصم العالم في تناغم عجيب صوتها ومطلبها واحد وهتافات مشتركة من غير ترتيب وتنسيق مسبق فيما بينها مما يعبر عن الرغبة الحقيقية لدى الارتريين بالداخل والمهجر في إحلال التغيير، وبينما هذه الهبة تمضي في تصاعد لوحظ أن بعضا من ضعاف النفوس من الارتريين بقصد أو بغير قصد يخدمون أجندة النظام وينفذون له رغباته وذلك في محاولاتهم في إذكاء نار الفتنة بين المتظاهرين ببث تهم عف عليها الزمن من أكاذيب وأضاليل نجدهم يقولون بان هذه الثورة مدفوعة من جهات خارجية تارة وإنها تمثل المسلمين وتقف خلفها تنظيمات جهادية تارة أخرى ، وفي محاولة أيضا لحصر هذه الانطلاقة في أنها تعبر عن فئة وجزء من الشعب الارتري يسكن في حي اخريا وحصر المشكلة في قضية مدرسة الضياء الإسلامية ، فهذه المحاولات البائسة هي للتشويش على هذه الهبة الجماهيرية وتحريف في وجهتها الوطنية الواضحة كالشمس حيث مثلت كل الارتريين في رفضهم لهذا النظام المستبد الذي حرمهم من كل حقوقهم المشروعة في داخل الوطن وخارجه وتطالب عن رفع الظلم وقيام العدل وصيانة الحقوق وهذه محاولات ييئس النظام من كثرة ترديدها في السابق ولم تجد أذنا صاغية وهؤلاء من ضعاف النفوس يسعون إلى زعزعة الموقف الجماهيري وتشتيت تركيزها وصولا إلى إفشالها والحيلولة دون تحقيق تطلعات جماهيرنا إما رغبة في استغلال الوضع بركوبهم الموجة العكسية لتحقيق طموحاتهم الشخصية أو تعبيرا عن هواجسهم ومخاوفهم من التغيير للحفاظ على المصالح المتحققة لهم في ظل وجود النظام المستبد .
نقول لهؤلاء بان شعبنا الارتري قد استعصى في الماضي على كل المستعمرين الذين حاولوا استخدام مثل هذه الوسائل للإيقاع فيما بين أبناء الوطن الواحد مستغلين تنوع تركيبته الاثنية والدينية ذلك من اجل أن يستمروا في إذلال الشعب ونهب ثرواته لكن الارتريون عاشوا جميعا في إخاء ووئام مؤكدين أنهم أبناء هذه الأرض وأكدوا هذا التلاحم من خلال التاريخ النضالي الذي توج بالاستقلال .
وها هو شعبنا اليوم يعيد التاريخ ويرص الصفوف ويؤكد من خلال ملحمة المظاهرات أنهم أبناء وطن واحد ويتطلعون لوطن يحقق لهم جميعا الحياة الكريمة والاستقرار والسلام الدائم وذلك برغم كيد الكائدين .
وان حزب النهضة الارتري وانطلاقا من مبادئه وثوابته الوطنية يتوجه بالنداء إلى كل الشرفاء من أبناء الوطن الذين يعملون من اجل تحقيق العدالة والديمقراطية في بلادنا بأن نتصدى جميعا بيد واحدة لمثل هذه الدعوات المغرضة التي تعمل من اجل إبقاء النظام الاستبدادي في بلادنا وإطالة عمره وإدامة البؤس والشقاء الذي يكابده شعبنا ، ولنمضي مع ثورة 31 أكتوبر حتى تحقق ثمارها في اجتثاث نظام الهقدف الذي غيب ارتريا وشعبها عن العالم ، وسيأتي الوقت الذي ينشد فيه أطفال ارتريا لحن السلام في مدارسهم مع كل صباح وعلى وجوههم الابتسامة .
حزب النهضة الارتري- مكتب الإعلام
17/11/2017م