نحو البناء الداخلي - الحلقة الثانية
بقلم الأستاذ: محمد صالح حقوس - نائب رئيس الحزب
لنحقق المعادلة مرغمين حتى نفتح افاق المستقبل
أخي العضو بما أننا في الحزب نحمل أفكار واقعية ونؤمن بأهداف نبيلة قابلة للتحقيق ويقيننا بأن هذه الأهداف تعبر عن مطالب مشروعه نابعة بأننا كمواطنين لنا حقوق وعلينا واجبات ونتساوى مع الآخرين في الاستحقاقات ولا نكون فقط لتأدية الواجبات.
بهذا الفهم السليم لأهمية المطالبة بالحقوق يمكننا مخاطبة أنفسنا وغيرنا قائلين نحن في الطريق الصحيح سلكناه عن قناعة ذاتية نابعة عن وعي وإدراك امتزج بالرغبة والإرادة تنسجم تماماً مع المطالب الواقعية، وهي لا محالة سوف تتحقق بإذن الله ونحن في سبيل تحقيق طموحاتنا وأحلامنا لن نفكر ولو للحظة بان نجحف أو نحيف من حقوق الآخرين بل نحمل همهم مع همومنا لان معاناة الارتريين هي مثل بعضها وان الغد الافضل لن يكون محققا إلا عندما تتوثق مطالب الجميع في عرى الرغبة الكلية للارتريين عامة.
إننا نعمل في حزب النهضة الارتري من أجل الحفاظ على هويتنا القائمة على الدين وتراث أجدادنا، وإننا كأبناء الجبرت تدافعنا الى تأسيس الحزب ليكون حزبا وطنيا ويدرج قضية الجبرت ضمن القضايا الوطنية ككيان لنا تاريخ ووجود في خارطة اتريا وحضور مميز في المجتمع الارتري من خلال بصمتنا الواضحة على الحياة العامة اقتصادية واجتماعية وسياسية ومن خلال عملنا هذا فإننا نتصدى لمحاولات نظام اسياس الذي يحاول بخط قلم طمس هذا الوجود والتاريخ الناصع لأبناء الجبرت من خلال التنكر لهذا الكيان وذلك بعدم ادراجه في مكونات ارتريا على نسق تسمية القوميات.
ونعمل من أجل أن نكون أعزة في بلادنا ونحيا حياة كريمة دون التنازل في تحقيق ذات المطالب لكل ارتري وارترية، إننا نعمل من أجل أن تكون لنا إسهامات فعالة في احداث التغيير في بلادنا ونكون في قيادة قطار التغيير الذي يزحف نحن الوطن وفي المستقبل ما بعد التغيير تكون لنا اسهامات واضحة في نهضة وعمران الوطن تنسجم مع ما نتميز به في اخلاصنا وولاءنا وحبنا للوطن في جميع نواحي الحياة في بلادنا.
إننا نعمل من أجل أن نتمكن من قيادة الوطن نحو الاستشراف لغد أفضل ما دمنا نفكر ليل نهار ونعمل من أجل تحقيق هذه الغايات النبيلة كان لابد من تحقيق المعادلة وهي تكمن في أن ليس في الحياة شيء يوهب بدون ثمن ولك شيء مقابل ويكون الثمن على قدر المطلب، ونعلم بأن الفرد حتى في سبيل تحقيق أهدافه الخاصة يدفع من راحته ومن وقته من أجل أن تكون أهدافه واقعية ماثلة أمامه. وهذه هي المعادلة التي نبغي تأكيدها وترسيخها على المحك وهو ساحة العمل.
وأن الشعوب التي قطعت شوطاً في مدارك العزة والرفعة وتعيش الآن حياة تستحق الوجود لم تصل اليه إلا من خلال التضحيات الجسام ولماذا نذهب بعيدا فاستقلالنا الذي نحتفل به كل عام لم يتحقق الا بعد دفع الثمن الغالي الذي تمثل في الشهداء والمعوقين والتشرد ودخول السجون والتعذيب الذي طال شعبنا فأنا وأنت وكل عضو في حزب النهضة الارتري مطالب الآن أن يضحي ويكون وفيا ومتجاوبا مع ما يطلب منه لتحقيق وإنجاح كافة برامج الحزب وأنشطته، ولا يقف عند هذا الحد إنما عليه أن يكون مبادراً ويتنافس في البذل والعطاء حتى يكون نموذجاً يحتذى به بين الأعضاء في الحزب ويكون سفيرا لحزبه في أي نشاط ارتري من خلال البذل بسخاء في انجاح أي عمل جماعي للمعارضة الارترية سياسية كانت او اجتماعية.
اخي وأختى في حزب النهضة الارتري من حقنا أن نحلم وأن نأمل في غد مشرق ولكن علينا في ذات الوقت أن نؤمن بأن لا أحد يقدم لنا ما نريد على طبق من ذهب أو يفتح لنا باب الأحلام والآمال لندخله من غير عناء وتعب ـ فقد اقتضت سنن الكون على مر الزمن انه لكي توهب لك الحياة التي تريد لابد أن تسعى لها وعلى قدر طموحك يكون العناء والتعب فكما يقول المثل (اذا كانت النفوس كبار تعبت في مرادها الاجسام) (ومن يتهيب صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين ألحفر) (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ) ولا تحسب في أي لحظة أن مجهود بعض الأفراد وتضحياتهم يمكن أن تحقق الأحلام والطموحات.
فالأنانية وحب النفس والتقاعس عن العمل بشتى الحيل والذرائع لا تستقيم مع المستقبل الذي تبنيته كهدف ليس من اجلك فقط إنما من أجل أبناءك وأمتك ووطنك ولتعلم أن تحقيق الغايات العظيمة يكمن في عمل المجموعة، ولذا يتم تكوين الاحزاب لتكون بوتقة تسخر فيها جهود الافراد في شكل منظم لتكون لها عائد مقبول وتصب في اتجاه تحقيق الهدف، ولنعلم ان بمجهود الجماعة تؤتي الثمار لأن موجة الجماعة تدفع بقوة لا تصد ولا ترد.
وعلى قدر ما تبذل من التضحيات تكون دائماً في الريادة ولك الأفضلية في تقدم الصفوف وبلوغ المرام واستحقاق الفوز بجدارة، وطبيعي ان يحصد الانسان ما زرع والكسب رهن بمقدار العطاء.