نحو البناء الداخلي - الحلقة الثالثة

Print

Eritrean Nahda Party

بقلم الأستاذ: محمد صالح حقوس - نائب رئيس الحزب 

حتى تتمكن من المشاركة بفاعلية

أخي في الحزب لا تنسى أنك في ساحة المعركة وإن لم يسمع فيها دوي المدافع او ازيز الطائرات أو فرقعة المتفجرات حقاً لقد اخترت أن تدخل الساحة السياسية وقد ادركت معني العمل السياسي وضرورته في حياة الشعوب

وذلك لتشارك بفاعلية في رفع الظلم وإزالة نظام الديكتاتور المستبد الجاثم على صدورنا وعلى أن يكون التغيير القادم في بلادنا يحقق مصالحك ضمن مصلحة الاخرين شركاء الوطن وأن تكون لك بصمة على خارطة الأحداث.

تدخل المعركة وأنت لا تملك سوى القليل من التجربة في النضال السياسي أو لربما لا تختزن في عقلك تاريخ القضية كما ينبغي أو لربما لم تكن في سابق أيامك في الريادة والقيادة أو جزء مؤثر في الأحداث.

لكن الآن تغيرت الأوضاع والظروف والأحوال التي كانت في السابق أي ما قبل الاستقلال وتبعا لذلك لقد تغير شكل النضال وصار النضال الان يستهدف الانسان الارتري، فبدلا من تحرير التراب دخل إلى تحرير الإنسان وبناء منظومة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتثبيت دعائم دولة الحق والقانون والعدل في بلادنا.

إذا عليك في بداية الامر ان تتعمق في فهم اهداف حزبك وبرنامجه السياسي وبناؤه الهيكلي والية العمل المتمثلة في نظامه الاساسي الذي يضبط ايقاع العمل في الحزب ويحكم سيطرته حتى لا تضيع الجهود سدى ومن اجل ان تؤدي الى تحقيق الغاية المرجوة، كما انه يتعين عليك إعمال العقل التحليلي عند قراءة الاحداث بحيث تتعمق في معرفة ما وراء الظاهر من الحدث لكي تفهم اسبابه ومسبباته الحقيقية، حتى لا تتعجل في اصدار الاحكام الخاطئة التي لا تستند الى حقائق وبراهين، كما عليك الاستفادة من تجارب الاخرين لأنها ملك للجميع بحيث تتحاشى تكرار الاخطاء والاستفادة من الجوانب الايجابية فيها ولا تنسى بأننا الارتريين لدينا تجربة ثرة في هذا الميدان، كما انه يجدر بك الإطلاع بشكل واسع على ادبيات القوى السياسية الاخرى في الساحة لكي تقف على وجهات نظرها ومواقفها حتى تتمكن من اعمال المقارنة ما بين موقف حزبك وتلك المواقف حول القضايا العامة وللوقوف على نقاط التقارب وتفهم اسباب الاختلاف بغية الاستعداد للعمل المشترك.

كما انه يتعين عليك محاولة فهم ما يدور من احداث حول الوطن على مستوى المنطقة وتأثيراتها على قضيتنا وعليك ادراك مدى تأثير احداث المنطقة على بعضها وهي تعطي مؤشر على ما سيترتب من اوضاع جديدة يتم الترتيب لها في وطننا تبعا لما سوف يكون عليه الاقليم بناء على سياسات القوى الدولية النافذة وهو مدعاة للنظر في خطط وبرامج الحزب المرحلية وهو من مقتضيات الاستراتيجية التكتيكية، وفي هذه الحالة نحقق مدى التجانس ما بين ما تقوم به قيادة الحزب من مواقف وقرارات تبعا لتلك التحولات وتأثيراتها على الواقع.

وعليك ان تقوم بمعاونة ومساعدة اخيك وآختك في الحزب في ايصال المعلومة اتي تمتلكها وتتبادل معهم هموم الحزب وإمكانية تقديم اراء متقدمة في كافة المجالات بحيث تثري المناخ المعرفي والبيئة الثقافية للحزب، وفي ذات الوقت عليك الحرص على اخذ المعلومات التي تتعلق بحزبك من مصدرها ويكون لك دور في تصحيح ما يصل للمجتمع المحيط من معلومات مغلوطة، وابتعد عن الانفعال والتهور في التعامل مع الاحداث كبيرة كانت او صغيرة كما انه عليك الكف عن ترديد الشائعات التي تطلق هنا وهناك بغرض احداث البلبلة وتعامل معها بحرص بما يتطابق مع بمدى وحجم ثقتك في نفسك وفي مبادئك وقيادتك وإخوتك وأخواتك الذين ليسو بأقل منك في حمل الامانة والبذل من اجل تحقيق الهدف الذي يؤمنون به.

كل ما تقدم هو مما يجب عليك القيام به ومرن نفسك حتى تتعود عليه لأنه من ضرورات العمل السياسي التي ستصل بك الى ان تثق في قدراتك وتقف على مدى استعداداتك وشجاعتك وإقدامك لعطاء افضل ولكي تتقدم الصفوف لحمل المسئولية وتتبوأ المكانة اللائقة بك وتقدم لحزبك امكاناتك الثرة، فميدان المعركة تحتم توفر مثل هذه القدرات الشخصية المميزة.

وما تبقى من الخبرات النضالية السياسية والإلمام بالماضي واستشراف المستقبل ستكتسبه لاحقا طالما انت تتحرك في دولاب العمل المستمر ولآن المعركة ايضا ستحتم عليك بان تتسلح بأدوات النضال وتنوع منها بما يخدمك في تحقيق نتائج المعركة لصالحك.

فأنت فيما تسعى في بناء حزبك أدبياً ومادياً وتتقدم به لمجتمعك باعتباره يحمل حلولاً للمشاكل الواقعية ويستعد للمستقبل ليسهم في عملية اعادة البناء وتولي القيادة ليوجه إمكانات الوطن المادية والبشرية لخدمة المواطن والوطن لتحقيق النماء والازدهار.

في ذات الوقت عليك أن تدرك أنك لبنة في بناء الحزب فكلما كنت قوياً في جميع قدراتك وإمكاناتك من خلال الفهم الجيد والاستيعاب الواعي للبرنامج السياسي للحزب وتطبيقك بصرامة لأنظمة ولوائح النظام الأساسي على نفسك وفي تعاملك مع محيطك في داخل الحزب، وسعيك الدؤوب لتكون إضافة حقيقة في العمل الحزبي العام.

وهذا أي ان تكون اضافة حقيقة للحزب لن يكون واقعا وملموسا إلا عندما يضيف وجودك قوة إلى قوة الحزب وتكون ملحوظة لنفسك اولا ثم لمن حولك من اخوانك وأخواتك، وتكون عنصرا مميزاً تطور إمكانات الحزب وتستحدث آليات وطرق عمل تسرع من إنجاز الأعمال بسرعة جريان الأحداث في الساحة وبما يتناسب مع ما يؤمله شعبنا في الحزب ليكون سباقاً في إبتداع الحلول لجميع مشاكله القائمة وعلى رأسها تسلط النظام.

وهكذا بمرور الوقت وحرصك على الاستفادة من تجاربك تكون في سلوكك وتصرفاتك وتنفيذك للمهام اكثر دقة وتجنبا للأخطاء وذو مقدرة لتتداركها بحسك التنظيمي ووعيك بلوائح الحزب مما يؤكد انك قد اكتسبت خبرات ومعارف تؤهلك لتكون بطلاً فذاً يعتمد عليك في إنفاذ كل قرارات وخطط وبرامج الحزب.

ولا تنسى مهمتك التي لا تقل شأنا مما سبق وهو أنك تصير مدافعاً مستميتاً وحامياً قوياً لمكتسبات حزبك وإنجازات رفاقك. لذا عليك ان تكون على دراية كاملة وقناعة راسخة بأهدافك وخطك النضالي، ذلك سوف يمكنك من الصمود امام محاولات المستسلمين للواقع والمتشائمين والذين امتلأت قلوبهم يأسا فهم يريدون ان تنزل من سموك ورفعتك وتمسكك بمبادئك الى الحضيض وتتوارى عن شعاع المستقبل وتصاعد نشاطك لبلوغه وان تكون في الحياة بلا روح، وعليك كذلك ان تكون متابعا لكل تحركات الأعداء لإبطال مفعولها وتضع لها الصدود قبل ان تصل الى مرادها في تصدع بناءك الداخلي من خلال بث سموم الفتن والشقاق.

وعليك ان تحيط بكل ما يحاك ضد حزبك من مكائد ومؤامرات وأن لا تغفل عن كل المتربصين لحظة فيما أنت منشغل بعملك الداخلي فالحماية والوقاية هي من لوازم العمل الحزبي التي تؤمن على انجازات تحققت وتدفع بالعمل للأمام و تجعل الحزب يسلم من المخاطر المحدقة.

فلا تنسى لحظة انك مستهدف طالما تنادي بالحق وتقاوم الظلم ،فالظالمون والمستبدون لا يريدون ان يسمعوا كلمة تؤرق مضاجعهم ناهيك ان يروا تحركا منظما يستهدف سلطانهم ويريد ان يقتلع سطوتهم، إذا أبق دائماً عيناً مفتوحة واقرأ الأحداث جيداً وتابع كل صغيرة وكبيرة في ساحة العدو لتستعد وأنت مهيأ لها جيدا اذا تسلح بالمعرفة وتشبث بإيمانك وامضي على الطريق مستعدا لامتصاص الصدمات والصبر على الابتلاءات وذلك لأجل بقاء حزبك في الحراك الذي يمثل عنوانك في الرغبة في الحياة الكريمة والعدالة والسلام والاستقرار لكل ابناء وطنك.

We use cookies to improve our website. More details…